Raport
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي – تاريخ 28-01-2011م
[pic]
[pic]
الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.
[pic]
أيها الأخوة الكرام، من الموضوعات الساخنة التي نعيشها في هذه الأيام، أن العدو البعيد والقريب يخطط لمجتمعاتنا الإسلامية أن تمزق، وأن تضعف، وأن تفتقر، وأن تفسد، وأن تغوص في أوحال الحروب الأهلية، وأن تسقط في حمأة الرذيلة والفساد، وأن تتخلى عن دينها، ويكفي دلالة على ذلك أن يخرج أحدنا إلى شارع من شوارع المسلمين، أو إلى سوق من أسواقهم، أو أن يشاهد أخبارهم، ليرى نتائج هذا الغزو الثقافي، ونتاج هذا التدمير العسكري، الذي يراد لهذه الأمة، وهذه الحقيقة المُرّة أنا أراها دائماً وأبداً أفضل ألف مَرّة من الوهم المريح، ما لم نعرف حجم المشكلة لا نستطيع أن نواجهها. فهذه الأمة التي يمكر بها أعداؤها مكراً تزول منه الجبال، يخططون لإفقارها، ولإضلالها، ولإفسادها، ولإذلالها، ولإبادتها، تحت اسم براق هو الشرق الأوسط الجديد، قال الله تعالى:
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [ سورة إبراهيم: 46 ] لكن الله جلّ في علاه رسم لنا معشر المؤمنين طريق الخلاص من مكرهم الذي تزول منه الجبال.
[pic]
بل هل تصدقون أن مشكلات العالم الإسلامي على عظمها، وعلى كثرتها، وعلى تنوعها، وعلى تصور أنها ثابتة ليس بالإمكان أن تزال، هناك آية واحدة قال تعالى:
﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾ [ سورة آل عمران: 120 ] لأنهم مكروا