Gestion actif passif
الفن* مفهوم:* المحور الأول: ماالفن؟
إذا كان الإنسان كائنا واعيا وراغبا و اجتماعيا، فهو أيضاكائن فاعل و مبدع وصانع ويسعى إلى تجاوز كل حالات النقص التي تميز وجوده.فهو يتميز عن باقي الكائنات الحية بحسه الفني،والتاريخ الإنساني يستند على الآثار الفنية لدراسة الحضارات. فمفهوم"الفن"احتل مكانة هامة في تاريخ الفلسفة،حيث إنكب الفلاسفةوالعلماء على دراسته كل من زاويته الخاصة،مماأدى إلى وجود تعارض وتباين وﺇختلاف بين مواقفهم وتصوراتهم. والنص الماثل بين ناظرينا يندرج ضمن هذا المفهوم،إذ بإمكاننا طرح الإشكال التالي:ما المقصود بالفن؟هل يرجع الفن إلى كونه مجرد تقنية أم أنه يملك خصائص تميزه من حيث هو فن؟هل يلعب الأثروالعمل الفني دورا في تحديد خصائص الفن أم هما خصيتان في حد ذاتهما للفن؟
حسب مارتن هيدغر الغاية من وراء التساؤل عن الأثر ماهو وكيف هو،هوتحديد ماهية و جوهر الفن،حيث يرى أن الأثر معروف لذى الجميع لأنه حاضر على نحو طبيعي مثل الأشياءالأخرى،كما يمكن نقله كما تنقل الأشياء العادية، غير أن الأثر الفني يضم فوق جانبه الشيئي جانبا آخر، هذا الجانب الآخر هو ما يشكل جانبه الفني.و هذا ما تؤكده التجربة الاستيطيقية للمبدع التي تعتمد على التمثيل والرمز.
ومعنى هذا أن ماهية الفن تتجلى في ضرورة البحث عن دلالة الآثار الفنية و التعرف على جوانبها الواقعية الشيئية، رغم أن الأثر لا يظهر فقط في الجانب الشيئي،بل يتعداه ليظهر لنا شيئاآخر،فهو يعرف لنا تجربة المبدع، الذي يعتمد في ﺇبداعه التمثيل و الرموز اللذين بواسطتهما يمكن تحديد الأثر الفني. فالشيء حسب هيدغر هو كل ما يدل على وجود ما،فالعمل الفني شيء لأنه موجود وليس معنى هذا أنه يمكن أن نصف ﺇنسانا بالشيء، بلﺇن ما ننعته بالشيء هو كل مايوجد في الطبيعة أمامنا و نستعمله في حياتنا اليومية، فهذا الجانب الشيئي لصيق بالأثر الفني الذي له جانب آخر هو الجانب الفني الذي يعتمد التمثيل، وهذا نجده فقط عند المبدع.
وللدفاع عن أطروحته و دعم موقفه اعتمد هيدغر مجموعة من الأساليب الحجاجية: كالسؤال الاستشكالي الذي طرحه في بداية النص حول الأثر ما هو؟ و كيف هو؟،لتحديد جوهر الفن . كما اعتمد على التمثيل و أعطى أمثلة للأثر، فالصورة المعلقة على الجدار مثلها ببندقية صيد أو قبعة، و اعتبر