Tout
في يوم من الأيام ألح على فوتيس أن تمكنه من رؤية سيدتها و هي تمارس أعمالها السحرية ، فوعدته بتحقيق رغبته في وقت قريب . و وفت بما وعدته فعلا ، فقادته إلى مكان خفي ، استطاعا منه أن يلاحظا معا كيف أخذت بامفيلا مرهما من إحدى العلب و دهنت به جسمها ، فتحولت إلى بومة و طارت مبتعدة عن بيتها . عندها ملك الفضول عليه نفسه ، فرغب أن يعيش هو نفسه تجربة التحول . فألح على الخادمة أن تستجيب لرغبته ، فلم تمانع في ذلك ، و حين أحضرت له المرهم المطلوب ، أخطأت في تناول العلبة المناسبة ، فكانت نتيجة ذلك أن تحول لوكيوس بعد دهن جسده به إلى حمار. وراح يشاهد نفسه كيف أخذت تبرز في جسمه كل أعضاء الحمار و كيف أخذ يتصف بجميع صفاته الظاهرة باستثناء عقله ، الذي ظل عقل إنسان. فاسقط في يده و كذلك حبيبته الخادمة ، غير أنها وعدته بأنها ستحضر له في الصباح التالي باقة من الورد ليأكل منها ، و يستعيد بذلك شكله الإنساني . ثم قادته إلى الإسطبل ، ليقضي فيه ليلته مع حصانه و حمار مضيفه ميلو . لكن لسوء حظه ، هاجم اللصوص البيت في الليلة نفسها ، فحملوا المسروقات عليه و على زميليه، و قادوه تحت الضربات الكثيرة الموجعة إلى مغارتهم في أحد الجبال، وكانت تقوم على خدمتهم امرأة عجوز . و في المغارة عاش حدثا آخر مروعا ، و هو أن اللصوص أحضروا معهم فتاة رائعة الجمال، كانوا قد اختطفوها يوم عرسها لابتزاز أموال أبيها ، فراحت تبكي بكاء مرا تواصل طويلا و لم تسكت إلا عندما هددتها العجوز، فراحت حينئذ تروي لها حكاية لتسليتها ، هي حكاية آمور و بسيشة ، أو الحب و النفس . و عندما عزم على الفرار ، امتطته ففر بها، لكن