| انّ حماية أطفالنا وشبابنا من مخاطر وسائل الاتّصال والإعلام الحديثة وخاصّة الانترنات هي مسؤوليّة مشتركة ويمكن الحديث حولها في أكثر من مستوى ،فمن المسلّم به أن الطّفل أو الشاب هو بطبعه ميّال إلى الاكتشاف وحب الاطّلاع ولديه شغف بالبحث عن المعلومة كتابة وصورة وصوتا ولكن الانترنات -التي أجدني مضطراّ للأخذ بها كمثال- هي سلاح ذو حدّين ، فكما تفتح أعيننا وأذهاننا على آفاق رحبة وشاسعة من المعلومات والمضامين المعرفية المختلفة وتوفّر لنا فرصة الاتصال بالآخر والتحاور معه بأيسر السبل ، فإنّها قد تدخلنا في متاهات لا حدود لها ، وهنا نتحدّث عن المواقع التّي تنشر أفكار الإباحيّة والتفسّخ الاخلاقي وتروّج للعنف والكراهيّة والتعصّب وتسعى إلى تدمير بنية المجتمعات الحضارية والاجتماعيّة ، لذلك فإن حماية أبنائنا من كل هذه المخاطر يمكن أن تكون في المستويات التالية :

1- في مستوى العائلة :

ذلك أن للعائلة دورا رياديا في توجيه الطّفل أو الشاب ومرافقته وتوعيته في التعامل مع الانترنات بأن ترشده إلى المضامين والمواقع الهادفة التي تنمّي أفكاره وزاده المعرفي وتفيده في حياته الخاصّة وفي حياته الدّراسيّة والاجتماعيّة وما أكثر هذه المواقع والمضامين لو اجتهد الأولياء في البحث عنها وإرشاد أبنائهم إليها .

ولكن الأولياء لا بدّ ان يجدوا الطرق والأساليب المثلى للقيام بهذه الوظيفة بأن يعتمدوا في ذلك الاقناع والحوار وتشريك الأبناء في البحث عمّا يفيدهم ويتجنّبوا أساليب المنع التعسّفي والحرمان حتى لا يضطر الابناء للبحث عن مبتغاهم بعيدا عن رقابة العائلة .

2- في مستوى المؤسّسات التربويّة :

ذلك أن الطّفل او الشاب يقضّي وقتا لا بأس به داخل المؤسّسات التعليميّة والتنشيطيّة التي أصبحت مجهّزة بالحواسيب وبخطوط الانترنات ولا بدّ أن تمكّن الطّفل والشاب من التعامل الآمن مع الانترنات سواء عبر اختيار المضامين والمواقع المفيدة أو عبر التوجيه والتأطير والمرافقة زهو ما يتطلّب إضافة إلى الجانب اللّوجستي والتّقني إطارا كفؤا وقادرا على التعامل مع وسائل الاتّصال والتكنولوجيا الحديثة ومدركا لخصوصيّات الأطفال والشبان ورغباتهم .

وبذلك تساند المؤسّسات التربويّة دور العائلة في هذا المجال

3 -في مستوى المؤسّسات المشرفة على وسائل الاتّصال الحديثة :

ذلك أن المؤسّسات الموجودة بتونس سواء الخاص منها أو العام