Touba
لقد اطلعت على الكتاب، وهو في الحقيقة اتجاه علمي في دراسة المريدية وعرضها، يتناول مسائل حساسة مثل التصوف عند الشيخ، ومكانة العلم الشرعي وأهمية طلبه، وضرورة تطبيقه في الحياة العملية...كما أنه يعكس مستوى رفيعا في النضج والوعي، وتمكنا في اللغة والبحث، نسأل الله أن يرعى اتجاهكم ويسدده حتى يسهم بفعالية في بيان المنهج الحق، وفي تصحيح الأخطاء، ولكي يكون خطوة جادة في رأب صدعات الصف الإسلامي .ولي ملاحظات قليلة عليه: 1- الملاحظات الشكلية * إذ لست من فقدِ تِي الدنيا ...، فـ: تي اسم إشارة: هاتي مفعول به للمصدر وقد ضُبط خطأ في الظاهر ص11 * أرحية العبودة، ولعل الصحيح أرحية العبودية ص91 * أسس فلسفية ص91 وأستحسن عبارة أخرى من صميم الفكر الإسلامي مثل: مبادئ عقدية، تصور، منطلقات ,,,إلخ
وهناك ملاحظات شكلية أخرى لا يسع الوقت للرجوع إليها، لكنها يسيرة. 2- الملاحظات العلمية ( في المضمون) * وصف الشيخ رضي الله عنه بأنه مجدد الأمة في المئة الرابعة بعد الألف ص12. وهذا الوصف المطلق - في وجهة نظري - يجب أن يُقيد بالزمان والمكان لما يلي: * فالشيخ لا شك أنه أسهم في تجديد السنة من خلال جهوده التربوية ومن خلال مؤلفاته، وهو أمر ملموس يمكن البرهنة عليه وخاصة في وسط السنغال وفي غربها، ولكن من الصعب تعميم هذا في كل مناطق السنغال، وليس من السهل إقناع المسلمين في الدول المجاورة: مالي وموريتانيا وغامبيا بأن الشيخ هو الذي جدد السنة في ديارهم!؟ * ومن الناحية العلمية نعرف أن كثيرا من العلماء يرون أن لفظ من في الحديث "إن الله يبعث لهذه الأمة في رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها" للعموم لمعناه الجمعي، وهو استخدام شائع في القرآن الكريم والسنة كقوله تعالى: "منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة"، وعليه فالتجديد قد يتم بفرد ولكن الأكثر أن يكون بجهود مجموعة من العلماء الربانيين. * ليس في بيت الشيخ ما يدل على أنه المجدد الوحيد للسنة في عصره، فقوله:
للمصطفى نويت ما يجدد سنته الغراء وإني أحمد
لا يفهم منه أكثر من قصده الطيب لإعادة الناس إلى السنة المحمدية المطهره وإبعادهم من البدع والخرافات والتلاعب بالدين إلى غير ذلك من الممارسات المنحرفة التي كانت شائعة في بيئته...
فقد كان يكفي وصف الشيخ بأنه واحد من المجددين، وذلك يمكن قبوله