Securit2
13760 mots
56 pages
ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱴ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻭﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﰱ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ∗
- ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﺇﻋﺪﺍﺩ: ﺩ. ﻣﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﺠﻤﻟﻴﺪ ﺻﻼﺡ
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺃﳘﻴﺘﻪ:
ﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﳓﻴﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺗﻘﺪﻡ ﲢﻘﻘﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﺗﻨﺸﺄ ﳐﺎﻃﺮ ﻭﻬﺗﺪﻳﺪﺍﺕ ﺭﲟﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻓﺎﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﱴ ﲣﻄﺖ ﰱ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺣﱴ ﺍﻹﻗﻠـﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ. ﻓﺎﻷﺯﻣﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺃﻟﻘﺖ ﺑﻈﻼﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﰱ ﳐﺘﻠﻒ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ، ﻭﻳﻨﻄﺒـﻖ ﺍﻷﻣـﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻹﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﳊﺮﺍﺭﻯ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﳌﻨﺎﺧﻰ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﻋﻘﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﻋﺎﳌﻰ ﰱ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺇﳚﺎﺩ ﺻﻴﻐﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﻮﺷﻴﻜﺔ، ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄـﺎﺑﻊ ﺍﻷﻣﲎ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻯ، ﻭﺗﻠﻚ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﻰ ﻭﺍﻟﺼﺤﻰ ﻣﺜﻞ ﺍﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ ﺍﳋﻨﺎﺯﻳﺮ.. ﺍﱁ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﲢﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﻋﻼﻣﻰ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﱴ ﺗﻄﻮﻝ ﺃﺧﻄﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ. ﻭﻗﺪ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ ﺑﺘﺄﺻﻴﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﱴ ﺗﺴﺒﺐ ﺇﺭﺑﺎﻛﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ؛ ﻣﺜﻞ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ، ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ، ﺍﳊـﺎﺩﺙ، ﹰ ﻭﺍﻟﻘﻀﻴﺔ. ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻟﻦ ﲣﻮﺽ ﰱ ﺗﻨﺎﻭﳍﺎ ﻟﻸﺩﺍﺀ ﺍﻹﻋﻼﻣﻰ ﰱ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜـﻮﺍﺭﺙ ﺑﺘﻌﺮﻳـﻒ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﻣﺎ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ، ﻷﻥ ﳏﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺍﻷﺳﺎﺳﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻹﻋﻼﻣﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﺪﺙ ﳝﺜﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﺭﺛﺔ. ﻭﰱ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ - ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻋﻬﺎ – ﳛﺘﺎﺝ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿـﺤﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﻴـﺔ ﻋﻤـﺎ ﳛﺪﺙ، ﻭﳛﺘﺎﺝ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﺗﻔﺴﲑ ﳌﺎ ﳛﺪﺙ ﻭﺗﺼﻮﺭ ﺑﺎﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻰ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ، ﻭﺗﻮﺿﻴﺤﺎ ﻭﺍﻓﻴـﺎ ﹰ ﹰ ﹰ ﳌﺎ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﰱ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ. ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻫﻰ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﺍﳌﻨﻮﻁ ﻬﺑﺎ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﹰ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﺸﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑﺍﺕ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻫﻰ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﹰ ﰱ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺯﻣﺔ. ﻭﳍﺬﺍ ﺗﺸﲑ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﰱ ﳎﺎﻝ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺇﱃ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﻭﺃﻫﻢ ﺁﻟﻴـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﰱ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ. ﻭﺣﺪﺩﺕ ﻭﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﺗﻄﻮﺭ ﺩﻭﺭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺘﻄﻮﺭ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻋﻤﺮ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ، ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮﻯ ﰱ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺒﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻷﺯﻣـﺔ، ﻭﻣـﺮﻭﺭﹰﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻰ ﰱ ﻓﺘﺮﺓ