Nizar qabani
ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎ�ﻴﺔ ﻋﺸﺮﺓ
هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺌﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺮهﺎ ، هﻲ آﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻏﺒﺎر ﺣﺒﻲ .. وﻏﺒﺎر ّ ﺣﺒﻴﺒﺎﺗﻲ ... وﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ أﻧﺸﺮهﺎ ، أﺧﻮن أﺣﺪا أو أﻋﺘﺪي ﻋﻠﻰ ﻋﺬرﻳﺔ أﺣﺪ . ً ﻓﺄﻧﺎ ﺷﺎﻋﺮ آﺎن ﻟﻪ – آﻜﻞ اﻟﺮﺟﺎل – ﺗﺮاث ﻣﻦ اﻟﻌﺸﻖ ﻻ ﻳﺨﺘﺠﻞ ﺑﻪ ، وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻹﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر .. وأﻧﺎ ﻻ أﻧﻜﺮ أﻧﻨﻲ ﻓﻜﺮت ﻓﻲ اﻟﻨﺎر ، آﺤﻞ أﺧﻴﺮ ﻳﺤﺮرﻧﻲ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﺘﺮآﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ أﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ .. وﻳﺤﺮر ﺟﻤﻴﻊ ﺣﺒﻴﺒﺎﺗﻲ .. ﻏﻴﺮ أﻧﻲ ﺣﻴﻦ رﺟﻌﺖ إﻟﻰ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت هﺬﻩ اﻟﺘﺮآﺔ .. وﺟﺪت أن ﺑﻌﺾ هﺬﻩ ُ ُ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻴﻪ ﺷﻲء آﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻤﺎﺷﺔ اﻟﺸﻌﺮ .. وﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ﺷﻌﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ . ﻋﻨﺪﺋﺬ ، ﺗﺮﺟﻌﺖ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺤﺮق .. واﻟﺘﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أآﺪاس اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ُ ُ ﻣﺌﺔ رﺳﺎﻟﺔ .. أو ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻞ وﺟﺪت ﻓﻴﻬﺎ إﻳﻘﺎﻋﺎ ﺷﻌﺮﻳﺎ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ، ً ً ً ُ ﻳﺘﺠﺎوز إﻃﺎر اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎت إﻟﻰ إﻃﺎر اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺎت . رﻏﻢ ﻗﻨﺎﻋﺘﻲ ﺑﺄن اﻟﺨﻂ ّ اﻟﺬي ﻳﺮﺳﻤﻪ اﻟﻨﺎس ﺑﻴﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﻔﻨﺎن وﻋﻤﻮﻣﻴﺎﺗﻪ هﻮ ﺧﻂ وهﻤﻲ . ّ ﺛﻢ إﻧﻲ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ذروة ﺣﺮﻳﺘﻪ إﻻ ﻓﻲ ﻣﺮاﺳﻼﺗﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ، أي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻒ أﻣﺎ اﻟﻤﺮﺁة ﻣﺘﺠﺮدا ﻣﻦ أﻗﻨﻌﺘﻪ وﺛﻴﺎﺑﻪ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ً ﻳﻔﺮض اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ .. ﻓﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ هﻲ اﻷرض اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮآﺾ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، آﻄﻔﻞ ﺣﺎﻓﻲ اﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ، وﻳﻤﺎرس ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺮاءة ، وﺣﺮارة ، وﺻﺪق . إﻧﻬﺎ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ، اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺮاﻗﺐ . وﻏﻴﺮ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ اﻟﺠﺒﺮﻳﺔ . * واﻧﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ آﻨﺖ أﻣﺎرﺳﻬﺎ آﺸﺎﻋﺮ ، آﻨﺖ أﺣﺲ ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ّ ُ ُ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺄﺻﻮل اﻟﺸﻌﺮ ، وﻗﻮاﻋﺪﻩ ، وإﻃﺎراﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ، وأن هﻨﺎك أﺷﻴﺎء ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺎﺋﺮ اﻟﻨﻔﺲ ، ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻌ ّﺮ ﻋﻦ ذاﺗﻬﺎ ﺧﺎرج ﺷﻜﻠ ّﺎت ﻴ ﺒ اﻟﺸﻌﺮ وﻣﻌﺎدﻻﺗﻪ اﻟﺼﺎرﻣﺔ . وﺑﺘﻌﺒﻴﺮ ﺁﺧﺮ .. آﺎﻧﺖ هﻨﺎك ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ، ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﻠﺔ اﻟﺸﻌﺮ .. ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺸﻌﺮ .. * وﻣﺮة أﺧﺮى ، أود أن أﻗﻮل ، إﻧﻨﻲ ﻻ أﺑﺘﻐﻲ ﻣﻦ ﻧﺸﺮ هﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ إﺣﺮاج أﻳﺔ اﻣﺮأة ، أو آﺸﻒ أوراﻗﻬﺎ .
ﻓﺎﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ هﻮاﻳﺎﺗﻲ ، واﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ أﺑﺪا ﻷن اﻟﻨﺴﺎء ﻳﺄﺗﻴﻦ ً وﻳﺬهﺒﻦ .. آﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺮﺑﻴﻊ وﻳﺬهﺐ .. وآﺬﻟﻚ اﻟﺤﺐ .. ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﻗﺼﻴﺮ ّ اﻹﻗﺎﻣﺔ .. ﻻ ﻳﻔﺘﺢ ﺣﻘﺎﺋﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻠﻘﻬﺎ .. وﻳﺮﺣﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .. إن اﻟﺤﺐ اﻧﻔﻌﺎل راﺋﻊ ، ﺑﻐﻴﺮ رﻳﺐ ، وﻟﻜﻦ اﻷروع ﻣﻨﻪ هﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺮاﺋﻖ ّ